مجدي نجيب : غرور الشباب منعني من التعاون مع “ثومه” !
معركة فنية دارت فى نهاية الستينات بين مهندس الألحان “محمد الموجي”، وكوكب الشرق “أم كلثوم”، معركة وقودها الحب، وزادها الإخلاص، والتفاني لخدمة الجمهور وإسعاده، دارت أحداث هذه المعركة فى نهاية الستينات على أغنية “يا أهلا بالحب” التى كان من المقرر أن تكون اللقاء العاطفي الثاني بين الست والموجي بعد أغنية “للصبر حدود”، تضايق “الموجي” بعد أن حذفت الست كثير من كلمات الأغنية وأضافت جمل جديدة من تأليفها، يومها اعترض الموسيقار الشاب على ما فعلته ” ثومه” في كلمات زميله وصديقه الشاعر “مجدي نجيب”، وقالت سيدة الغناء العربي بعلو صوتها: لن أغني إلا الكلمات التى أوافق عليها، وأحس بها، ورد عليها الموجي: وأنا لن ألحن إلا الكلمات التى أنفعل وأحس بها!
تعالوا بينا نترك الشاعر المتميز، والفنان التشكيلي الكبير”مجدي نجيب” يحكي لنا التفاصيل عن ظروف ولادة أغنية “يا أهلا بالحب”، وسر عدم خروجها للنور، يعود شاعرنا ربنا يعطيه الصحة والعافية بالذاكرة إلى نهاية الستينات وبالتحديد شهر إبريل عام 1967 ويقول: جمعتني جلسات عمل مع الموسيقار الكبير”محمد الموجي” وطلب مني كتابة أغنية لها شكل كلاسيكي، وليس متحررا مثل الأغاني التى كنت أكتبها في هذا الوقت، فعرضت عليه أغنية بعنوان “يا أهلا بالحب ومواعيده” وتحمس لها الموجي جدا، ونظرا لأن الأغنية كلاسيكية اقترح علي أن تغنيها “أم كلثوم” ، وتحمست جدا نظرا لأنها مناسبة لصوتها وأسلوبها الغنائي جدا، رغم أنني فى هذا الوقت لم أكن من هواة سماع “أم كلثوم”، وكان لدي إحساس قديم بإنها من أسباب تخلف الموسيقى الشرقية!، وعدم تطور الغناء كله!، فقد اعترضت بصوتها الساحر سير الزمن، ويبدو أن الزمن قد أعجبه صوتها فوقف وأمسك هو الآخر المنديل وراح يهتز ولا يتحرك.
كنت مؤمنا أن أغانيها يجب أن تكون أقصر بحيث تتلاءم مع عصر الطائرة والسرعة والزحام، فليس لدى أي شخص وقت يسمح له بأن يجلس أربع ساعات يستمع فيها إلى أم كلثوم.
وفى هذا الوقت جمعتني بها جلسات عمل ولاحظت إنها ست ذكية جدا جدا، وقوية جدا، وصاحبة رأي قوي لا يرد، وفى المقابلة الأولى بعد استماعها كلمات الأغنية طلبت حذف بعض الكلمات فاستجبت، وحددت لنا أنا والموجي موعد آخر للاستماع، وفى المقابلة الثانية طلبت أيضا حذف كلمات وجمل أخرى، فقلت لها بحماس الشباب: هذه الأغنية لم تعد لي ولكنها الآن وبعد التغيير أصبحت من كلمات “أم كلثوم”، وضحكت وقالت بخبث : ليك الشرف!
وتمردت على ما فعلته في الكلمات، وغضبت وفوضت “الموجي” يحذف ما يريد، لكن “الموجي” نظرا لأنه أكتوى منها بنار التغيير في أغنيته العاطفية الأولى “للصبر حدود” تضامن معي ورفض التغيير أو حذف كلمات من الأغنية، وبالتالي لم تخرج الأغنية للنور.
وأكد صاحب “شبابيك” إنه الآن وبعد كل هذه السنوات من الخبرة والوعي والفهم ندم على عدم غناء “أم كلثوم” له، لأنها صوت لا يوجد شبيه له حتى الآن ولا يقارن بأحد، كما كانت ثروة وما تزال لمصر والعالم العربي، وقال بحسرة: لكن ماذا تفعل يا عزيزى فى نزق الشباب!
وأشار إلى أنه لا يتذكر ولا يحتفظ بكلمات هذه الأغنية بعد فشل اللقاء بينه وبين سيدة الغناء العربي.
وبعد بحث وطول تفكير من جانبي اتصلت بصديقي الملحن “الموجي الصغير” وحدثته عن أغنية “يا أهلا بالحب”، وبعد بحث وتنقيب فى مقتنيات والده، عثر عليها كاملة، ويسعدنا أن ننشر كلماتها لأول مرة التى تقول :
يا أهلا بالحب ومواعيده
أهلا بحنانه وتنهيده
أهلا بالحب اللي يقرب
ويدفي القلب المتغرب
من لمسة حلوة من
إيده نصبح أحباب
فى السكة أصحاب
والفرح ما غاب
عن عنينا يا أحباب
أهلا بالحب ومواعيده
كتبت اسمه ع المناديل
بعتلي قلبه مع المراسيل
على شطه أنا عمري
ما قلت في بحره آهات
ده زرعلي الورد
فى كل حكاية حاجات
أيام طيرني على جناحه
وكتير فرحني بأفراحه
دوقلي الدنيا بلون تاني
وأداني الضحكة اللي ناسيني
مبقتش أشوف قلبين غرباء
وياه الدنيا دى حاجة تانية
بتلاقينا ونلاقيها
النسيم بيناجي بعضه
والكلام يفرشلي ورده
والنجوم ترملنا ضحكة من بعيد
وتنادينا كل ليلة بشوق جديد
أحباب أحباب