بسنت بكر : أحكي تاريخ مصر بالموسيقى والغناء
*”قد المقام” أطار النوم من عيني، والتحقق من المعلومة صعب للغاية.
*لو زاد الوعي والإدراك والرقي ستحل 90% من مشاكل مصر.
*ردود الفعل الإيجابية التى تصلني تحملني مسئولية أكبر.
حوار : عبدالمنعم السيد
عندما يلتقي طموح الشباب بالإصرار يولد الهدف، وعندما يمتزج الحلم بالعمل شرق الابداع، فالموهبة طفل صغير يولد فى وجدان إنسان لتتحول مع الزمن إلى ينبوع لا ينبض إلا من العطاء، هذه الكلمات تعبر باختصار عن الإعلامية الشابة “بسنت بكر” التى كانت تدرك خطورة الإعلام قبل أن تقرر ولوج أبوابه، وتعلم جيدا بحكم بدايتها المهنية فى صاحبة الجلالة الصحافة، أن الكلمة” المغناة أو المسموعة أو المكتوبة لها سحرها وتأثيرها فى نفوس الأبرياء من ناس مصر المحروسة، فحرصت في برامجها أن تبحث وتنقب كثيرا فى مجالات الإبداع المصرية المختلفة لتقدم للمستمع المعلومة الصحيحة بأسلوب بسيط وجذاب.
“بسنت” تقدم حاليا يومي الجمعة والسبت برنامجها المتميز “قد المقام” الذي يذاع من الساعة 12 ليلا إلى الساعة الثانية صباحا على “الراديو 9090” وحقق منذ تقديمه حتى الآن نسبة استماع عالية، وتحول مع مرور الأيام والحلقات إلى مقامات عشقيه فى حب مصر.
عن هذا البرنامج توقفنا مع الإعلامية الشابة، فكانت هذه الدردشة السريع:
“بسنت بكر” أكدت لـ ” شهريار النجوم” أنها منذ زمن كانت تريد الحديث عن تاريخ مصر فى كافة المجالات، وعبقرية الشخصية المصرية وربطهما بالموسيقى والغناء، أي تحكي تاريخ مصر بالموسيقى والغناء، فمثلا تناولت في آخر حلقة لها مهنة “المعمار” وربطتها بالغناء، واستعرضت من خلال هذه المهنة أبرز العمارات وهى عمارة “الايموبليا”، وربطت هذه العمارة أيضا بسكانها من النجوم الذين تخطوا الثلاثين نجما مثل “ليلي مراد، ونجيب الريحاني، وأنور وجدي”، وغيرهم من قاطني هذه العمارة الشهيرة، وكيف ولدت فكرة فيلم “غزل البنات” فى أسانسير العمارة؟! .
كما تناولت ” أبوبكر خيرت” المهندس معمارى الكبير والمؤلف الموسيقي الذى قام بتصميم مبانى أكاديمية الفنون فى الهرم والتى تضم معاهد “الكونسيرفتوار” والباليه والفنون المسرحية، والسينما وكذلك قاعة “سيد درويش للموسيقى” التابعة لأكاديمية الفنون، وكان كذلك المؤلف الموسيقى المصرى الوحيد الذى قدم حفل موسيقى كاملا من مؤلفاته وحضره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى “دار أوبرا القاهرة” القديمة.
كما تحدثت عن شيخ المعماريين “حسن فتحي”، وتطرقت إلى أول معماري مصري فى التاريخ “إمنحتب” الذي بنى الهرم المدرج “زوسر”، وهو أول مهندس معماري في التاريخ، وكذلك أول طبيب، وأحد أشهر المهندسين في مصر القديمة، رفع إلى درجة معبود بعد وفاته وأصبح إله الطب.
وفى حلقة أخرى تناولت أدب نجيب محفوظ، وتحويل أعماله الأدبية إلى أفلام سينمائية قامت ببطولتها بعض المطربات مثل “شادية، ومها صبري، وثناء الباروني”، وبحثت فى عبقرية شخصياته والتحامها بالشارع المصري، وحبها للموسيقى والغناء، وكيف أصبح نشيد “يحيا الهلال مع الصليب” الذي جاء فى فيلم “بين القصرين” عنوانا لثورة 19 التى لم يواكبها فى هذا الوقت فضائيات أو إذاعات، وبالتالي عندما تذكر ثورة 1919 تستدعي الذاكرة على الفور نشيد فيلم “بين القصرين”.
وناقشت فى حلقة ثالثة وتسألت ما الذي حدث لذوق المصرين؟ وحللت في حلقة رابعة أصل “عقدة الخواجة”.
وأشارت المذيعة الشابة إنها لا تنام بسبب هذا البرنامج خاصة إنها المذيعة والمعدة والمخرجة، وتريد أن تحافظ على محبة الجمهور الذي منحها إياها، وثقته بعد التفافه حول برنامجها الذي يحقق نسبة استماع عالية فى الإذاعة، لهذا تضع جنب سريرها ” مذكرة” صغيرة، تسجل فيها أفكارها عندما تطاردها ليلا.
وعن الصعوبات التى تقابلها فى الإعداد لهذا البرنامج قالت: التحقق من المعلومة، فهذا التحقق يأخذ مني وقتا كبيرا، وأنا حريصة على أن أكون صادقة فى تقديم أصغر معلومة، كما أن طبخة ربط التاريخ بالموسيقى والغناء مسألة صعبة ودقيقة، ولابد أن تكون مقنع وأن تقدم المعلومة الصحيحة والصادقة، وطوال الوقت نستعرض الأغنيات القديمة ونذيعها، حتى لو استعنت بمطربين جدد أو الموجودين على الساحة مثل “مدحت صالح، أو أسماء لمنور أو مي فاروق أو ريهام عبدالحكيم” أو غيرهم فنقدم لهم أغنيات الجيل الذهبي للأغنية المصرية التى أعادوها بأصواتهم.
وصرحت “بسنت بكر” أنها لم تحقق بعد جزء من أحلامها، فهى طماعة فى الأحلام الخاصة بمهنة الإعلام الذي عشقته من صغرها ووهبت له نفسها وموهبتها وإمكانياتها، وهذا الحب وهذا الحلم يجعلها تريد الاشتغال على نفسها أكثر، وردود الفعل الإيجابية التى تصلها عن أي شيئ تقدمه تحملها مسئولية أكبر، فضلا على إنها تريد أن يعرف الناس تاريخ مصرنا المحروسة الثري الضخم المليئ بالشخصيات العبقرية في كافة المجالات الذين قدموا أنفسهم وموهبتهم فى سبيل نهضة ورقي هذا البلد، ومن خلال برنامجها “قد المقام” تريد أن تكون مؤثرة ويدرك الناس يعني إيه مصر؟!، ويعنى إيه مصري؟ لأن بزيادة الوعي والرقي والإدراك ستحل 90% من مشاكلنا، وهذا دور الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب، دوره نشر الرقي والجمال والوعي.
وأضافت صاحبة الطلة الصوتية العذبة إنها ستظل تبحر وتحكي تاريخ مصر والشخصية المصرية والغناء والموسيقى، حتى تشعر أن الجمهور والناس تشبعوا من هذا الحكي، وإنها استطاعت إضافة جزء بسيط جميل وراقي ومعلومة حقيقية لذاكراتهم الجماعية، وقتها ستنتقل إلى تقديم برنامج آخر يوضح أيضا عظمة وجمال مصر، وإنها فعلا وقولا أم الدنيا وستكون كل الدنيا.