“شهريار النجوم”.. رسالة محبة وسلام
بقلم : محمد حبوشة
كان حلما في خيال فأصبح اليوم حقيقة واضحة.
نعم كان حلما يراودنا .. فمنذ سنوات طويلة ونحن نرقب الساحة الفنية عن قرب، ندرك كم أصابها من عطب صحفي وإعلامي واضح على مستوى المعالجات التي لاتعبر عن الواقع في غالبها، بقدر ما تبعد عن جوهر الحقيقة ممطية صهوة جواد الشائعات والأكاذيب حول حياة النجوم، فتارة بالخوض في أسرارهم وخباياهم الشخصية، وتارات أخرى بالنقد غير الموضوعي، والذي يذهب في غالبه إلى آراء وانطباعات مباشرة ساذجة وغير علمية بالمرة، وهى في الغالب تجنح نحو كثير من المبالغة أو الهدم والتجريح الشخصي، بهدف ضرب القوى الناعمة المصرية والعربية في اللحظة الراهنة.
لذا هب “شهريار” من رقاده الطويل على صهوة جواده الأصيل، ليحكي لنا بنفسه وعلى لسانه أجمل وأصدق حواديت وحكايات النجوم، ولتكون “شهريار النجوم” أول بوابة فنية عربية متخصصة، تجمع في ثوب قشيب بين الماضي بعراقته والحاضر برونقه وجماله، ونحن من خلالها نغطي الأحداث والفعاليات بعين محبة وقلب مفتوح، ونكشف عن كنوز الموسيقي والغناء وحكايات السينما والمسرح والتليفزيون، بلغة جذابة، تمتاز برشاقة الأسلوب وسحر الحكي الذي يبعث على الشجن المحبب، والعرض فائق الجودة بطريقة تعبر بصدق عن واقع فني مصري مازال يتصدر المشهد العربي برمته حتى الآن، مؤكدا على أن القوى الناعمة المصرية ماتزال تؤكد دورها الرائد في هذه المنطقة الساخنة من العالم.
ولأن التاريخ ليس من صنع جيل واحد من البشر، فإن أجيالا طويلة صنعت تاريخ هذا البلد الذي ما تزال آثاره دليلاً عليه، سواء في المرحلة الفرعونية أو اليونانية أوالرومانية أو الإسلامية أو في العصر الحديث، ويعتبر تاريخ مصر وآثارها أحد أهم مقومات القوة الناعمة لمصر، وعلى مر التاريخ كان موقع مصر سببا من أسباب بلائها وأطماع الأعداء فيها، ومع ذلك فقد آن الأوان لاستخدام وسيلة إعلامية إلكترونية ممثلة في “شهريار النجوم” كواحد من داعمي مصادر القوة الناعمة، خاصة أن هناك دولة تتمتع بهذا الموقع المركزي تجاريا وجيوستراتيجيا في العالم كله، هذا رأسمال غير مادي لم نبرع في استثماره بعد.
ونظرا لأن الثقافة والفنون، تعتبران من أهم مصادر القوة الناعمة لمصروالعالم العربي، تماما كما هى بالنسبة للدول والجماعات في العالم، وتقدم الثقافة والفنون في العادة صورة عن الجماعة المعنية لدى الآخرين، وهناك دول برعت حتى الآن في تقديم ثقافتها إلى العالم بقصد اكتساب حب الآخرين وتقديم صورة إيجابية إلى الخارج، وفي مصر والعالم العربي ماتزال توجد هنالك مصادر مهمة للثقافة بوسعها أن تقدم صورة أفضل للعالم كله، منها الدين الإسلامي والدين المسيحي وفنون السينما والدراما التليفزيونية والمسرح والفنون التشكيلية، لذا آثرنا إطلاق بوابة “شهريار النجوم” لتكون أحد أهم الروافد الصحفية التي تهتم بحركة الفن والثقافة بلغة جديدة تواكب طموحات جيل يتطلع نحو مستقبل أكثر إشراقا على جناح التكنولوجيا.
هنالك من يتربص بنا في غيبة من وعينا للأسف، وذلك بمحاولة تشويه القوى الناعمة المصرية على وجه التحديد، مستغلا حالة الاستسلام اللذيذ لسحر الصورة الشائهة على الشاشة الحالية، ربما بفعل أسطورة زائفة ممثلة في الممثل “محمد رمضان” من خلال أداء هيستري يجنح نحو العنف والعشوائية، بحيث يأكل الأخضر واليابس، مستهدفا شباب مصر الطامح نحو مستقبل أكثر إشراقا، حين يتعمد مع سبق الإصرار والترصد الذهاب في زوايا التيه والغربة والعنف والبلطجة في زمن يشهد تطورا مذهلا في “دراما تليفزيونية وغناءا وسينما ومسرح” من نوعية فائقة الجودة على مستوى الصورة والحدث.
ولأن القوة الناعمة أيضا تعتمد على إحراز النفوذ بواسطة الإقناع والترغيب وتوفير مقومات التقدم والرقي وتقديم النموذج الجذاب الذي يغري الآخرين بالحذو حذوه وتقليده، ومن هنا كان هدفنا من وراء إطلاق بوابة “شهريار النجوم” سعيا نحو تحقيق غايتنا في دعم القوى الناعمة المصرية والعربية التي تواجه شراسة القوة الصلبة (المادية) التي تعتمد على فرض النفوذ بواسطة القوة المسلحة والعقوبات المادية، وهو أمر ينتج عن استخدامه في معظم الأحوال الكثير من الدمار والخراب والتأخر، ومن هنا هب “شهريار” من رقاده الطويل، ليؤكد أن القوة الناعمة هي القدرة على خلق حوافز لتشجيع إقامة شبكات من العلاقات التعاونية التي تعود بالفائدة على أطرافها، بصرف النظر عن معايير المكاسب أو المنافع النسبية لكل طرف والتي قد تختلف بالنسبة لطرف عن غيره من الأطراف. إنها علاقة win-win بين طرفين أو أكثر في سياق سلمي ينتج وفرة للجميع في الآثار الكلية الناجمة عنه.
القوى الناعمة المصرية والعريية ياسادة ممثلة في السينما والدراما التليفزونية والأغاني هى صانعة الثورات بامتياز، ليس فقط لأن “الثورة” مفهوم ثقافي، ولا لأن “التغيير” مفهوم ثقافي، ولا لأن الثقافة والفنون هما سلاح المواجهة الأول لدى المصريين والعرب، بل لأن الثقافة مكون أساسي في الشخصية المصرية والعربية عبر تراث هائل من الفنون المرئية والمسموعة التي ساهمت إلى حد كبير في تنمية الوعي وتطوير العقلية.
وبقدر ما كانت الثقافة والفنون هما السلاح الأقوى في وجه التطرف والعنف في المجتمع المصري ولا تزال، فإن التحديات وعنف الحرب الدائرة على الإرهاب، وإنهاك الاقتصاد المصري والعربي وعدم الاستقرار السياسي، قد أثر بالضرورة على حركة القوة الناعمة وتناميها، وأدى لتعثرها وتعطل قدراتها على الإنتاج، مكتفية في كثير من الأحيان بأدواتها القديمة ورصيدها الثقافي الزاخر من السينما، مستعيدة في كثير من المناسبات الوطنية والأحداث القومية، الأغاني والأفلام نفسها، وربما أيضا الشعارات نفسها.
وعلى شاكلة السينما تأتي الدراما التليفزيونية الآن لتكتب التاريخ ، وقد نجحت في الفترة الأخيرة أن تؤدي دورها كذراع أخرى للقوى الناعمة، و ليس هذا العمل جديدا على دور الدراما المصرية الفعال، فمنذ عقود قدمت أعمال رائعة من شأنها أن تثير حماسة الشباب المصري، وتزيد من عزيمته وثقته في بطولات آبائه وأجداده السابقين، لذا جاءت الأعمال الحالية التي تنتصر للبطولات بجودة ربما كانت أكثر إبهار صورتها عن مثيلاتها من تلك الأعمال التي ستظل خالدة على مدار التاريخ.
كما أن الأمر المؤكد أنه مازال لدى مصر كنزا ثمينا لكنه لا يقدر قيمته، فمصر فتحت أبوابها لفنانين أصبحوا نجوما في دولهم، ولم يتأثر الفن في مصر بل زاد، ومن أجل ذلك جاءت بوابة “شهريار النجوم” بصبغة عربية لتعبر عن كافة فنونا في كافة أرجاء عالمنا العربي الواحد، وهى تدرك أن من أهم أهدافها التركيز على القيم الجمالية النابعة من البيئة المصرية والعربية الخالصة، والتي تعد الفنون أحد أوعيتها، وأن تنمية الحاسة الفنية بمفردات نابعة من تلك البيئة يساعد الفرد على تذوق الفن والاستمتاع به، وتجعله ذا حس مرهف قادر على رؤية الجمال في موطنه، وهو ما ينمي لديه ملكات إبداعية لم يكن لها أن تخرج لولا توافر بيئة إبداعية من حوله.
هذا هدفنا .. وتلك غايتنا في أن تكون بوابة “شهريار النجوم” جسرا للتواصل بين مختلف الفنون والنجوم العرب، وأن تكون عينا ناقدة بموضوعية ومهنية قائمة على أسس علمية رصينة، بحيث تبعد تماما عن التجريح والتشهير، بل تكون في النهاية يد حانية على نجومنا، ترصد نشطاتهم وأخبارهم وحكاياهم بحرفية ومهنية، وتحمل في النهاية رسالة حب وسلام إلى جماهيرنا العربية في كل مكان، وتصبح في الوقت ذاته هذا البيت الدافئ لكل النجوم .. بيت تسكنه المودة والرحمة وبث روح السلام والطمأنية في نفوس اتبعتها أفعال السياسة والظروف الاقتصادية التي تعصف يوميا بحياة الموطن العربي .. تحية حب ومودة وسلام لكل نجوم العرب ومن قبلهم المواطن البسيط الذي يطمح في غد أكثر إشراقا وبهاء بإذن.