* مشاهد الفيلم تحكي عن “بنى آدميين اتهرسوا فى الحياة” !
* الظروف ال طاحنة لأبطال “يوم وليلة” اضطرتهم إلى تقديم تنازلات وممارسة الانحرافات.
* كل النماذج فى الفيلم “صعبت علي” وكنت “عايزة أطبطب” عليهم فرد، فرد.
* الأدوار ليست مجموعة مشاهد، الأدوارحقيقة
* لا أخذ موقف نقدي من الشخصية حتى لو كانت ” قتالة قتلة”!
* “بنت القبايل” فرصة كبيرة حلوة جاءت في وقتها.
حوار أجراه : أحمد السماحي
ترفض الاستسهال والتقليدية، وتنصهر في كل شخصية تؤديها، وتجيد فن تقمص الشخصية المطلوب تمثيلها بعد أن تلبس جلدها والظهور في صفاتها بقدر المستطاع، لذا يتوافر لديها الإحساس و قوة التركيز للأفكار وقوة التذكر للحركة الجسمانية، وتعيش في الدور إلى حد الاستغراق الكامل حتى تتسلل تحت جلد الشخصية، وتكون له المقدرة على إيجاد العلاقات الذهنية و منطقية الإحساس و القدرة على التحليل النفسي لها في حالاتها، لعلمها الكامل بأنها تخاطب جيلا من الشباب لا يحب الرتابة ولا الملل ويكره الروتين، ومن أجل ذلك تعتبر كل عمل جديد تقدمه للجمهور هو لقائها الأول معه ، فهى تحس بالخوف والإضطراب والقلق، والمسئولية، تجاه كل عمل جديد تقدمه لأنه بمثابة استفتاء بين جمهورها على شعبيتها، هذه المسئولية نحو الجمهور، وهذا القلق يشغل كل فنان أصيل، وكلما كبر اسم الفنان زاد قلقه، وزادت مسئوليته.
ونجمتنا الواعية تعيش هذه الأيام مرحلة قانونها النضج وفلسفتها الوعي، عن فيلمها الجديد المختلف “يوم وليلة”، ومسلسلها المختلف أيضا الذي يعرض حاليا ” بنت القبائل” كان لنا هذا الحوار.
ما ظروف إشتراكك في فيلم ” يوم وليلة” الذي يعرض حاليا؟
بداية تحدثت معي شركة الإنتاج، وعرضت على الموضوع، وجلست مع المخرج، وقرأت سيناريو الفيلم وأعجبني جدا ، فوافقت على تجسيد دوري.
ما الذي أعجبك في الفيلم ككل؟
واقعيته الشديدة، ومصدقيته فى طرح الأفكار، فمن الأشياء الجميلة فى الفيلم أن كل شخصياته “جاني ومجني عليها” ، فالظروف الطاحنة التى يعيشها هؤلاء النماذج اضطرت الجميع إلى تقديم تنازلات وممارسة الانحرافات، وعندهم أسبابهم التى جعلتهم بهذا الشكل، ورغم انحرافهم لا تستطيع أن تأخذ موقف نقدي منهم، ولا تستطيع أن تراهم مجني عليهم، ولا هم فى نفس الوقت جناة، هم فى النهاية ” بني آدميين اتهرسوا فى الحياة”.
الفيلم عبارة عن ” يوم وليلة” في بلد فيها ظروف قاسية اضطرت هؤلاء النماذج أن يسلكوا هذه التناقضات، فهم ينطبق عليهم الآية القرآنية التى تقول “ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها”، هذه الآية بارزة بقوة في هذا الفيلم.
ألم ينتابك الخوف أو القلق من تجسيدك لهذه الشخصية المليئة بالتناقضات؟
لا أخاف إطلاقا من تقديم نماذج بشرية، ومن تجسيد أي شخصية طالما يتم تقديمها بشكل محكم وحقيقي وواقعي، فأنا لا أخاف من طرح أفكار، لأن الفن مهمته أن يناقش أفكار وحالات، ويلقي الضوء على هذه النماذج البشرية، ويحاول إصلاح عيوبها.
أفهم من هذا أنك تعاطفتي مع الشخصية أثناء أدائك لها؟
ليست مسألة تعاطف، التعاطف هذا وأنت “بره” الشخصية، تتعاطف، تقبل، ترفض، تحب، تكره، لكن طالما وافقت على أداء الشخصية، فأنا أتوحد معها، بكون الشخصية بكل سلبياتها وإيجابياتها، ومتوحدة مع جميع دوافعها، حتى لو كانت الشخصية ” قتالة قتلة”!، لا أخذ موقف نقدي منها لأننا لا نأخذ موقف نقدي من أنفسنا ونحن نمارس الأفعال، سواء أفعال سلبية أو إيجابية، المهم عندي فى تجسيد أي شخصية تكون واقعية وأفعالها منطقية، لكن قناعاتي الشخصية أنا تخصني وحدي بعيدا عن الفن، فمثلا أنا كـ”حنان “ضد الزواج الثاني، ورغم هذا جسدت شخصية الزوجة الثانية فى مسلسل “هذا المساء”.
هل مست ” آلين” وترا داخليا عندك التى جسدتيها فى الفيلم أثناء مشاهدتك لها بعد عرض الفيلم جماهيريا؟
ليست ” آلين” فقط، كل النماذج فى الفيلم “صعبت” على، كنت “عايزة أطبطب” عليهم فرد فرد، وكنت أتمنى لهم ظروف أفضل من الظروف التى يعيشون فيها ألف مرة، يمكن لو كانوا فى ظروف أفضل لم يكن مارسوا هذه الانحرافات .
شخصية ” آلين” لديها جانب متحرر فى علاقة شقيقها بالبنت التى يحبها أليس كذلك من وجهة نظرك؟
ليس تحررا بالمعنى، ولكن الجانب الذى تتمنى أن تكونه هي، ” آلين” فى النهاية ” بني آدمه” معذبة، ولديها طلبات نفسية وجسدية، فالقضاء طلقها، لكن الكنيسة لم تطلقها، فأصبحت معلقة مثل “البيت الوقف.. لا هى مطلقة ولا هي متجوزة”، لهذا فهي متعاطفة مع كل قصة حب، متعاطفة مع كل مشاعر حقيقية، متعاطفة مع كل لحظة تحقق، لكن عقلها عندما يبعد عن ” سرحانه” تتحدث باسم الكنيسة، ” آلين” كانت فرحانة أن شقيقها بيحب، بغض النظر عن ما تكون حبيبته سواء مسيحية أو مسلمة.
كانت لديك مشاهد جيدة ومتميزة فى الفيلم، مثل مشهد لقائك بشقيقه الصغير الذي يطلب منك أن تهاجري، ومشهد بكائك فى عربة الإسعاف، ماهى أصعب المشاهد بالنسبة لك؟
لا أحسب المسألة بهذا الشكل، فلا أري مشهد صعب، ومشهد سهل، أرى أنه دور أديته بكل مشاعره ومفرداته، وأحلامه وانكساراته، بأحاسيسه وتناقضاته، وفى النهاية لو هنالك مشهد يبدو أنه مهم لكن أخطأت في تأديته أو لم تقدمه بشكل يرضيك أو يرضي غيرك، سيحسب لك أنك “ماسك” روح الشخصية من أولها لآخرها بطريقة صحيحة، ووقتها هذا المشهد “يعدي” مع الجمهور، وفى النهاية الأدوار ليست مجموعة مشاهد، الأدوار حقيقة، لتكون هذه الحقيقة أو لا تكون.
الفيلم أظهر الأخوة المسيحيين بأنهم مضطهدين، ويدعوهم للهجرة بعيدا عن مصر؟
لم أرها كذلك، ولكني رأيت نماذج مطحونة من المسلمين والمسيحيين، الكل متساوي في ” الطحنة” الإجتماعية، والظروف الاقتصادية التى لم تفرق بين شخص وآخر، بين طائفة والثانية، بين ديانة وأخرى، حتى المتدين الذي يحمل أفكار متطرفه لكنها خاصة به، الناس ترفض التعامل معه، وتخاف منه، الظروف طحنت الجميع سواسيه.
المتابع لأفلامك يلاحظ إنها تجارب سينمائية على قدر كبير من التميز هل هذا مقصود من جانبك أم بمحض المصادفة؟
أحاول بقدر ما أقدر، وبقدر المتاح أن أنتقي الجيد والمختلف من الأدوار التى تعرض علي، كما أحاول أن أجتهد وأجدد من نفسي عندما أجسد هذه الأدوار.
لو انتقلنا بدفة الحوار إلى شاطئ الدراما وسألتك كيف تم عرض مسلسل ” بنت القبائل عليك”؟
وجدت اتصال من شركة ” سينرجي” فذهبت للشركة، وعرض على الأستاذ ” حسام شوقي” العمل، وجلست مع المخرج “حسني صالح” الذى أعطاني سيناريو المسلسل، قرأته وأعجبني جدا، وأعجبني دوري بصفة خاصة، ووجدته تركيبة جديدة لم تقدم من قبل في الدراما الصعيدية، وأيضا فرصة حلوة جدا وكبيرة لدور فارسة وزعيمة القبيلة، فوافقت على الفور .
هل قبولك الدور من منطق إنه بطولة مطلقة لك؟
لم أرها بهذا المنطق، ولكني وجدت دور حلو، ومختلف لم أجسد مثله من قبل، وفرصة كبيرة، فأحببت استغلال هذه الفرصة، فضلا على أن المسلسل فيه مجموعة كبيرة من النجوم الرائعين على كافة المستويات الفنية والإنسانية، كما أن شركة الإنتاج محترمة وراقية.
يشهد المسلسل تعاونك لأول مرة مع المخرج حسني صالح ما انطباعك عنه؟
كان من المقرر أن نتعاون معا من قبل فى أكثر من عمل، لكن الظروف لم تسمح، ولم يحدث نصيب، وهو مخرج متمكن جدا من أدواته، خاصة في الدراما الصعيدية، وما أسعدني أيضا في هذا العمل تعاوني مع “الجابرية” الذين سبق وتعاونت معهم منذ سنوات في مسلسل “عمرو بن العاص” للنجم الراحل نور الشريف، إخراج وفيق وجدي، وهم ناس “وشهم وش خير”، ومتحضرين وراقيين، وخيرين جدا، ويريدون عمل شيئ له قيمة، ومخضرمين في الدراما الصعيدية.
هل وجدتي صعوبة في التمثيل باللهجة الصعيدية؟
ضاحكة: إطلاقا من كتر ما عملنا مسلسلات صعيدية، ومن كتر ما شاهدنا مسلسلات صعيدية، أصبحت اللهجة الصعيدية قريبة منا جميعا، ومحببة إلى القلب، والحديث بها ممتع.
نشاهد فى الحلقات التى تعرض حاليا ركوبك الخيل، هل كنت تجيدين ركوب الخيل من قبل؟
هذه أول مرة أركب خيل، وكانت تجربة مخيفة وقاسية جدا بالنسبة لي، وركبت الخيل في أضيق الحدود، لهذا استعنا بدوبليرة بدلا مني في بعض المشاهد الصعبة.
ماذا عن مسلسل شهر رمضان القادم؟
خلال أيام سبدأ تصوير دوري في مسلسل ” القاهرة – كابول” تأليف عبدالرحيم كمال، وإخراج حسام علي، وبطولة “خالد الصاوي، طارق لطفي، فتحي عبدالوهاب، نبيل الحلفاوي، و لا أحب الحديث عن أدواري التى مازلت أمثلها سواء فى السينما أو الدراما، بل أحب أن أتركها مفاجأة للجمهور، لكن ما أستطيع قوله إنني أقدم من خلال المسلسل تركيبة جديدة مختلفة عن كل ما قدمته من قبل.
ما الذي جذبك فى العمل ككل؟
عمل لا يرفض على كافة المستويات، كما إنني ضعيفة أمام كتابات الأستاذ المؤلف المبدع “عبدالرحيم كمال”، ومستعدة لتمثيل أي دور فى عمل يكتبه فورا، فهو شيئ عظيم في حياتنا الفنية، أما المخرج “حسام علي” فقد تعاونت معه في مسلسل “الرحلة”، وهو مخرج شديد الحساسية والأهمية، والعمل معه فيه متعة شديدة، فضلا على أنني معي أبطال العمل معهم فيه متعة ورعب شديدين، لأنهم على مستوي عالي من الموهبة والحرفية والتكنيك الفني.