رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

سامح الصريطي: أسوأ عمل فني أفضل من بعض برامج ” التوك شو”!

* الدراما التركية غير قادرة على منافسة أي عمل مصري رمضاني .

* المنصات الرقمية هامة ويجب من خلالها مخاطب الأجيال الجديدة بشكل تربوي وأخلاقي .

* على الدولة أن تعود للإنتاج من خلال قطاع الانتاج والمدينة وصوت القاهرة .

* على إستعداد تام التوقيع على بياض فى أي عمل يكتبه “عبدالرحيم كمال”.

* بثلث ثمن “صاروخ” يمكن أن تحقق نهضة فنية كبرى في وطن يحتاج قوى ناعمة لاتقل عن السلاح .

حوار : سما أحمد

سامح الصريطي نجم له مكانة خاصة في قلب كل بيت مصري، شاهدناه شابا موهوبا شاملا، ورجلا يحمل ثقافة رفيعة، وحين يكون الممثل مثقفا فإنه يقوم بكل ما أُوتي من قدرات إبداعية على جناح الموهبة بالتجرد من شخصيته الحقيقية وارتداء شخصيات أخرى ارتداء كاملا بتناغم وتجانس وانسيابية فينسى انه فلان ولا يذكر إلا علانا الذي هو بصدد تجسيده، هكذا يفعل “الصريطي دوما في كل عمل جديد له، فسرعان ما تتبدل نفسيته وتتغير طبيعته وتختلجه أحاسيس ومشاعر جديدة لرجل آخر أو شخصية أخرى فينبثق منه الحس الفني الراقي واقعا حيا، ويعبر صوته تعبيرا حقيقيا عن حال الشخصية التي هو بصددها، بحيث تخرج منه الكلمة صادقة طبيعية مؤثرة بلا تصنع أو تكلف، إنه في كل حالاته دوما فنان محترف يبدع ويؤدي ويتقن، ولكثرة من تفنن في الآونة الأخيرة بأداء الرائع والناضج جدا لابد أن تقف أمامه بقدرهائل من التقدير والإحترام جارء تلك الموهبة التي يصعب تكرارها في هذا الزمن.

لدينا الآن جيل رائع من الموهوبين

في البداية قال سامح  الصريطي لـ “شهريار النجوم”: أوشكت على الانتهاء من تصوير دوري في مسلسل “طاقة حب”، تأليف أحمد صبحي، إخراج أحمد يسري، ويشاركني البطولة مجموعة كبيرة من النجوم المتميزين هم “أحمد حاتم، يسرا اللوزي، أنوشكا، أحمد فؤاد سليم، شيرين، أحمد صفوت، جيهان خليل، محمود حجازي، رشا مهدي”، وتدور الأحداث فى إطار رومانسي اجتماعي، حيث يتضمن المسلسل ثلاثة خطوط درامية لكل منها شخصية توضح وتفسر الأزمات الاجتماعية والحب بطريقتها الخاصة.

ومن خلال المسلسل أجسد شخصية رجل أعمال متسلط فى تفكيره يريد أن يعيش أولاده على طريقته وعلى مزاجه الخاص، ولا يريد إعطائهم حريتهم في الحب والزواج، بحجة أنه يعرف مصلحتهم أكثر منهم، والحقيقة أنه يخشى على ثروته جدا، لهذا يرفض أن تتزوج ابنته من شاب في بداية الطريق، خوفا من أن يكون طامعا في ثروته، ويريد تزويجها من ابن أخته وشريكته فى العمل التى تجسدها الفنانة ” أنوشكا”، وتتطور الأحداث ومن خلالها سنعرف هل سيظل هذا الرجل على موقفه أم سيتغير تفكيره؟ هذا ما ستجيب عليه الحلقات، المقرر عرضها خلال الفترة القادمة على إحدى المنصات الرقمية.

وصرح أن ما جذبه  للعمل في هذا المسلسل أنه تربوي وأخلاقي، وهو “حدوتة” كل بيت، أب يريد فرض سيطرته على ابنته التى تجسدها “يسرا اللوزي”، والأبنة تريد الانطلاق والتحرر مع من تحب، وهنا أشير إلى أن شركة الإنتاج على قدر كبير من الالتزام والاحترام، فضلا عن أن المسلسل به مجموعة كبيرة من النجوم الجيدين من مختلف الأجيال، وهذا يعطي ثراء للعمل.

وأعرب” الصريطي” عن سعادته البالغة بعرض مسلسله الجديد ” طاقة حب” على المنصات الرقمية، وأكد أن هذه المنصات أصبحت من ضرورات العصر، ومساحة جديدة لحجم المشاهدة، وعلينا أن نستغلها ونحتل فيها مساحة بالعمل الجيد، والقيمة المحترمة، ولا نتركها للغوغاء، أو للأعمال السيئة، خاصة أن هذه المنصات الآن تساعد على انتشار الأعمال الفنية بين الشباب، وواحدة من مقتضيات العصر الحالي، ولن تستطيع إلغائها، أو أن تعود بالزمن للخلف، أو تقف في وجهه، لكن لابد من استغلالها لتصل  للأجيال الجديدة التى تراها، من خلال عمل فني يحمل قيم تربوية وأخلاقية.

لابد من الإيمان بأن الفن بالفعل قوة ناعمة

وعن ظاهرة  المسلسلات الطويلة  التى انتشرت في السنوات الأخيرة  وتمتد حلقاتها إلى “60” حلقة، والتى ينتمي إليها مسلسله “طاقة حب” قال : المسألة ليست بطول الحلقات أو قصرها، يمكن أن تشاهد سهرة درامية أو سباعية ولا تستطيع تكملتهما، لشعورك بالملل، المسألة هل الموضوع الذى تعرضه، أو القضية التى تناقشها تتحمل هذه الحلقات وتقدم بشكل ممتع وجذاب أم لا؟!، أذكر أن مسلسلي ” مطلوب رجال” كان عدد حلقاته ” 90 “حلقة، والجمهور “زعل” عندما انتهت حلقاته، وكذلك مسلسل “المنتقم”، ولو إذيع مسلسل ” ليالي الحلمية” الآن بكامل حلقاته ستجد أن عددهم يتجاوز المائة وخمسين حلقة.

وأشار إلى سعادته بعرض الأعمال الدرامية  المصرية طوال العام لأن هذا خلق مواسم جديدة للعمل الدرامي، وقضي على الدراما الأجنبية، خاصة التركية التى كان القائمين عليها يستغلون خلو العام من الأعمال الدرامية المصرية واقتصارها على العرض في شهر رمضان، وكانوا يعرضون على الجمهور المصري هذه الدراما التى لا تستطيع على منافسة أي عمل فني مصري يعرض في شهر رمضان، لأن من المستحيل أن يترك الجمهور المصري عمل مصري ويشاهد دراما تركية في الشهر الفضيل، لهذا عرضت وكالات الإعلانات التى سيطرت على حركة التوزيع والتمويل وفرضت ذوقها التجاري هذه المسلسلات بعيدا عن رمضان،  فكانت هذه الأعمال التركية تسبح بمفردها، وتعرض عادات وتقاليد مليئة بالأشياء الغربية على البيت المصري.

ورفض نجمنا الكبير اتهام الجيل الحالي بأنه ليس بموهوبة الأجيال السابقة من المبدعين المصريين فى مجال الكتابة والإخراج وقال: لدينا الآن جيل رائع من الموهوبين فى كافة المجالات الفنية، وأنا من المؤمنين جدا بالشباب وأسعد جدا عندما يعرض علي مؤلف او مخرج جديد عمل فني ويقول لي: “عايزك تقف معايا في أول عمل فنى أقدمه”، على الفور ألبى الطلب بحب شديد، وأحاول بقدر الإمكان نقل خبرتي وما أكتسبته من معرفة لمن يريد أن يتعلم دون أن أفرض عليهم هذه الخبرة، ولقد قدمت في السنوات الأخيرة أعمال فنية كثيرة كانت باكورة مؤلفين أو مخرجين يقدمون أنفسهم لأول مرة للساحة الفنية، وأقولها بمنتهى الشفافية من خلال “شهريار النجوم”: أنا مؤمن جدا بالكاتب الموهوب “عبدالرحيم كمال” وعلى استعداد تام أن أعمل معه فى أي عمل فني يكتبه بكل حب وفرح وسعادة .

أنا مؤمن جدا بالكاتب الموهوب “عبدالرحيم كمال”

وأكد “الصريطي” حزنه لغياب التليفزيون المصري أو المال القومي بشكل عام متمثلا فى “قطاع الإنتاج، ومدينة الإنتاج الإعلامي، وشركة صوت القاهرة”، عن الإنتاج الدرامي في الوقت الراهن، لأن ما كان ينتج من خلالهم  كان شيئا رائعا، و”ماركة مسجلة” على الجودة، وكان وجودهما بمثابة رمانة الميزان، التى تضبط السوق الدرامي المليئ بالأعمال التجارية المليئة بالإثارة أو العنف أو البلطجة التى هدفها الرئيسي الربح بغض النظر عن ما يقدم فيها، ولا يمكنك أن تلوم صاحبها أو منتجها لأنه يريد الكسب فقط، لهذا أتمنى أن تعود جهات الإنتاج الحكومية مرة أخرى للإنتاج، لأن هذا سيعمل على رفع قيمة العمل الفني، ولابد من الإيمان بأن الفن بالفعل قوة ناعمة، وبثلث ثمن “صاروخ” يمكن أن تحقق نهضة فنية كبرى في وطن هو أحوج إلى قوى الناعمة لاتقل عن السلاح.

وفى ختام حواره قال النجم المصري: لا تلوموا الفن فقط، على هبوط لغة الحوار و التدني والفجاجة والسوقية المنتشرة الآن فى الشارع المصري، ولكن يجب أن نلوم بعض برامج ” التوك شوز” المليئة بالألفاظ النابية، والتى تستضيف بعض رموز المجتمع وتجد هؤلاء الرموز سواء يسلكون سلوكيات مشينة ويتلفظون بألفاظ رخيصة، تضرب قيمنا الأخلاقية في مقتل.

وأضاف الصريطي معظم المضمون الإعلامي الآن يعتمد الإثارة، وعندما يعتمد الإثارة فهو حريص على أن يستضيف من يحقق له هذه الأثارة على حساب قيمنا الأخلاقية، ثم نلقي ” اللوم” والعتب على الفن، “لأ” الفن لا يتحمل وحده المسئولية، فأسوأ عمل فني قدم فى السنوات الأخيرة أنظف وأفضل من بعض برامج ” التوك شوز”!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.