نسرين طافش .. عاشقة اللون الأحمر بطاقته القوية
كتبت : شهرزاد سليمان
سيجتهدون و يبتكرون و يخططون لإطفاءك كلما أنار الله سراجك و زاده نوراً ، ثم يستشيطون غلا ثم يزيدك الله نورا على نور ، فيشع قنديلك حتى يغمر ضيائه كل من أحبوك و أحبو نور الله ، فيذوب و يتلاشى احتراقا بنار الكيد كل من سوّل له جهله بمجابهة إرادة الخالق.
هذه بعض كلماتها التي تعبر عن مسحة صوفية وتشع في ذات الوقت طاقة ومحبة وعشقا للحياة في أبهى صورها، إنها “نسرين طافش “ست حسن الدراما العربية”، والتي حققت نجحا كبيرا في خارطة الدراما السورية على جناح التنوع والبراعة في أداء أدور مختلفة، استطاعت من خلالها أن تأسر قلوب الجمهور العربي قبل عقولهم، حين انطلقت مثل زهرة برية تشبه شقائق النعمان في رقتها ودلالها، وهى التي انبثقت في منتصف فبراير من بين صخور “حلب الشهباء” كى تعلن عن ولادة استثنائية في قلب عاصفة الفن، ومنذ انطلاقتها الأولى وهى تعلن دوما عن مدى قوة الطبيعة التى تشق من خلالها دورب الحياة، متغلبة على الأشواك ، وتتجاوز الأسلاك حتى ولو كانت من بين الصخور، وتلك الزهرة تأبى أن تمسها يد تزرعها لأنها حرة، وتأبى أن تتكل على أحد يهتم بها.. إنها باختصار تستطيع أن تحفر جذورها في الصخر الصلب، كي تنبت ما بين ضلوعه عنوة، لتحقق الآمال المستحيلة، مهاما كانت الظروف القاسية ضدها.
“نسرين” فتحت لـ “شهريار النجوم” أبواب دولاب ملابسها لتتحدث عن أكثر الفساتين قربا منها قائلة:
أولا : أحب أن أقول لكم ألف مبروك عليكم إطلاق موقع “شهريار النحوم” وكل القائمين على هذا الموقع المميز، وبالتوفيق إن شاء الله في عالم الصحافة الالكترونية.
بداية: سأتحدث من “دلاوبي الخاص” عن بعض فساتين و”اللوكات” الأخرى، فضلا عن الإكسسورات التي تم توظيفهم جميعا في بعض أعمالي الدرامية بحيث تتناسب مع الشخصية التي أقوم بأداء دورها، وأول الفساتين: هو بلون الأحمر في مسلسل “ربيع قرطبة” الذي أُنتج في عام 2003، وهو يعد انطلاقتي الفعلية والأولى في عالم التمثيل، وقد تم استخدام هذا الفستان في عمل الـ “سيشن” الترويجي للمسلسل، وكان عندي وقتها 19 سنة، وكنت ما أزال أدرس بالمعهد العالي للفنون المسرحية “قسم التمثيل” بدمشق، وكانت فرصة أكثر من عظيمة لي وقتها، لأني كنت طالبة وجاءني دور بكل هذه القيمة والأهمية الاستثنائية مع المخرج الكبير “حاتم على” وكاتب مهم مثل الدكتور وليد سيف، فضلا عن مجموعة من النجوم مهمة جدا وعظيمة من الممثلين من سوريا والمغرب، مثل “جمال سليمان، تيم حسن، مي سكاف ومحمد مفتاح“، وغيرهم من نجوم الصف الأول في سوريا آنذاك.
والفستان مصنوع من قماش الستان ومطعم بـ “الدانتيل” الأزرق الذي أكسبه ثراء من نوع خاص، بمساعدة مصممي الملابس “أمين السيد ومريم حداد”، بحيث يكون معبرا عن دور الجارية “صبح” التي أصبحت فيما بعد “سلطانة” تتحكم في أمور الحكم، وكانت الإكسسوارات مناسبة تماما لديكور عمل تاريخي بكل هذه الأهمية القصوى.
الفستان الثاني: لونه أحمر أيضا، وصراحة أحب أن أؤكد على حبي لكل الألوان، ولا أشعر بتحيز للون بعينه، لكني أتفاءل باللون الأحمر، لأنه قوى ويحمل طاقة قوية، ويقال أنه لون النجاح والثروة، وهو من مسلسل “مقامات العشق”، وهو أيضا مسلسل ذو صبغة تاريخية، من تأليف “محمد البطوش”، وبطولة كوكبة من نجوم الدراما العربية منهم ” يوسف الخال، مصطفى الخاني، لجين إسماعيل، قمر خلف، محمد حداقي، عاكف نجم، زيناتي قدسية” وغيرهم، وإخراج “أحمد إبراهيم أحمد”.
وقد ساعدتني مصممة الأزياء السورية “رجاء مخلوف”، وقد صممته بإتقان شديد مستخدمة الستان الأحمر، والدانتيل الأحمر أيضا مع لمسات تطريز باللونين “الموف مع البيج”، ليبدو بطراز أندلسي يحمل قدرا كبير من الأنوثة، ويعبر تماما عن شخصية “ست الحسن” التي لعبت دورها في المسلسل، وهو أيضا كان الفستان الذي استخدم في الإعلان الترويجي للمسلسل.
الفستان الثالث ليس فستانا في حد ذاته، ولكنه عبارة عن كوكتيل من “اللوكات” المميزة، التي صنعت من الأقطان والأصواف، والإكسسورات كانت تميل إلى العصرية التي تواكب تطورات شخصية “هالة” التي لعبت دورها في مسلسل “جلسات نسائية”، وهو عمل كان جديدا على في ذلك الوقت، وقد شاركني البطولة “باسم ياخور، يارا صبري، ميلاد يوسف أمل بوشوشة” وغيرهم ، وهو من إخراج “المثنى صبح”.
الطريف في هذا المسلسل أنني كنت أبلغ من العمر 26 سنة وكنت أقوم بدور أم عندها 37 سنة، وكانت شخصية ثرية لأم تعيش مع ابنتها بمفرديهما، ومع ذلك كانت تتمتع بقوة الشخصية، وذلك على الرغم من هشاشتها وضعفها في خط الرومانسية، وكانت الأزياء تشبه الشخصية تماما، وقد ساعدتني الاستايلست “كريستينا طنوس” في اختيار الأقمشة القطنية والصوفية، لكن النصيب الأكبر في الاختيار كان من عندي، لأني كنت أحس الشخصية بكل أبعادها، ولذلك كانت هذه “اللوكات” من أنجح الاختيارات في كل أعمالي الدرامية، ومن ثم كان كان هذا الدورعلامة فارقة في حياتي المهنية.
وأخير سأتحدث عن “اللوكات” التي استخدمتها في شخصية “شوق” التي حملت عنوان المسلسل الذي شاركني فيه البطولة “سوزان نجم الدين، باسم ياخور، أحمد الأحمد، جوان خضر، أنس طيارة” وغيرهم، ومن إخراج المبدعة “رشا شربتجي، وهنا كانت البطلة “كول” وغريبة الأطوار وعلى سجيتها، وتتمتع بقدر من البراءة بحكم أنها كانت تعاني من مرض “الزهايمر”، لذا كانت “اللوكات” تتناسب تماما مع الشخصية، ولذا لن أختار فستان بعينه، بل سأختار “البرنيطة” التي كانت تضعها على رأسها طوال الوقت، وسأختار “النظارة” حيث كانت تميز ملامحها، وتكسبها رونق وبريق خاص يجعل المشاهد يتعاطف تماما مع الشخصية.