رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

محمد على رزق .. ممثل ينضح على نار هادئة

كتبت : سدرة محمد

ممثل من طرارز خاص ومختلف، نضح باجتهاده على “على نار هادئة” بداية من “سوق العصر2001″، ثم “المغامرون”، ذلك المسلسل الكرتوني للأطفال عام 2003، مروراً بمسلسلات “أولاد الأكابر2003، سلطان الغرام وعيون ورماد2007، الكبير أوي  في جزئه الأول2010، ثم مشاركتة بالعديد من الأعمال التي بدأت تظهر فيها موهبته، ومنها “باب الخلق2012، سرايا عابدين في الجزء الأول 2014، الميزان وسبع أرواح 2016″ ، لمعي القط، الأب الروحي، الحصان الأسود2017″، وبعده بدأت مراحل تألقة في فيلم “حرب كرموز 2018، وبلغ مرحلة النضج الكامل في الأداء العذب في 2019 في مسلسلات “كلبش 3 ، أبو جبل، وأخيرا رائعة أدواره في “شبرا ميه”

في فيلم “حرب كرموز”

إنه “محمد على رزق”، الذي تميز من بداياته الأولى وحتى اليوم بقدرته على إقناع الجمهور فى كل شخصية يجسده، وعلى قدر قلة مساحة أدواره إلا أنه إستطاع وبنجاح منقطع النظير أن يثبت وجوده فى عالم التمثيل، وربما ساعده في هذا أنه يشبنا في كثير من أدواره ولعل شيئا من ذلك قد حدث معه في “مسلسل “شبر ميه” وكأنه قد أدركته “حرفة الدراما”، كنوع من الابتلاء بالصنعة التي تكلفه – عادة ما لايطيق – الغالي والثمين فى البحث والتأمل لجوانب الشخصية التي يقوم بأدائها، حتى تبدو للمشاهد في صورتها النهائية طبيعية تتماس مع الواقع الأليم، ومن فرط براعة الأداء ودقة الحركة والسكون فإنه تماهى تماما مع بقية العناصر الأخرى من موسيقى وديكور، وغيرها من تقنيات تعنى ببناء درامي محكم، وسياق فني يتفق مع الواقع المعاش.

في مسلسل “كلبش 3”

“محمد على رزق” أصبح مرادفا للبراءة والسذاجة والعفوية المحببة في أدائه الكوميدي والتراجيدي على السواء، وربما كان ذلك جراء تفاعله مع طبقات مختلفة من الشعب المصري في أثناء عمله مع والده بمحل الكشري الذي كان يمتلكه، حيث تعرض في فترة مبكرة من لمواقف حياتيه كثيرة محرجة، وتلك هى التي أثقلت موهبته، حتى أدرك حقيقة “لغة الجسد”، وفهم أن لكل شخصية يقدمه أسلوبها الخاص في تناول جسد الممثل ولغته التعبيرية الدالة، مرورا باللغة الجسدية في الأداء الحر وفن التمثيل الصامت، حتى علاقة الجسد للممثل بكل ما هو مرئي في الفضاء الدرامي، وبالصوت الإنساني.

في مسلسل “أبو جبل”

وعن بدايات دخوله التمثيل، قال: “شقيقي كان يريد أن يكون ممثلا، وعندما أخبرني قلت له أنا كمان عايز أكون ممثل، ومن ثم ذهبت بنا والدتنا إلى مكتب ريجيسير، وقد شقيقي حصل على دور إلا أن الأجواء لم تعجبه وقرر الابتعاد، ثم عرض علي عملا فنيًا مع 40 شخصا وأنا من تم اختياري، قبل أن التحق بمسلسل في صوت القاهرة، ثم قررت الالتحاق بكلية آداب قسم المسرح، وبعدها التحق بمسرح خالد جلال، ومن خلال مسرحية “قهوة سادة” التي حققت نجاحا ضخما عند عرضها، حدث له موقفا مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز، وهو حضوره للمسرحية التي كانت تشهد فصلا فيه تقليد لدوره في مسلسل (رأفت الهجان)، ولم يعرف حينها إلا قبل بداية المسرحية بـ 3 دقائق فقط، وبدأ يتوتر، بل إنه رفض التمثيل، وهدده المخرج خالد جلال بوقفه عن العمل معه، لكنه فور أن بدأ أول مشهد صامت فقط ونظر على الكراسي لمعرفة مكانه، ولما لم يشاهد”النجم محمدو عبد العزيز”يضحك  من المنظر الذي ضحك عليه الجمهور بدأ يتوتر بشكل كبير وأرتبك وخاف جدا، لكن عندما بدأت الموسيقى الخليجي ضحك بشكل كبير فاطمئن قلبه.

في مسلسل “شبر ميه”

هنا فقط أدرك “رزق: بحسه الفطري أن هذه طاقة نور قد فتحت أمامه، بعدها اخترق عالم الكوميديا، وتألق في كافة أدواره الفنية التي قدمها، بل تميز تميزا شديدا في جميع مراحلها التي تلت “قهوم سادة”، وبالفعل استطاع أن يخلق لنفسه جسر تعارف كبير بينه وبين الجمهور الذي أحب فطرته التمثيلية، وأصبح يحظى  بقاعدة جماهيرية كبيرة تشجعه وتدعمه، نظراً لموهبته القوية التي ظهرت وبشدة على شاشة التلفزيون فيما بعد.

صحيح أن “محمد” لفت الانتباه عندما عمل مع مكتشف النجوم المخرج “خالد جلال”، بمركز الإبداع، وسرعان ما عمل على نفسه، لكنه أثبت موهبته عندما بدأ أول خطوات النجومية بكل ثبات في أدوار هامة جدا ومؤثرة للغاية في أقوى الأعمال الدرامية المصرية، حيث قدم دور سميح في”الاب الروحي” ومايكل في “أيوب”، ومهندس الكمبيوتر “سميح” سميح، في مسلسل “كلبش3 “، وقد لاقى إستحسان الجمهور، وكذلك الحال مع  شخصية “رزق” في مسلسل “أبو جبل”.

 وهنا ركز “رزق” في هذين الدورين تحديدا على الجوانب النفسية للشخصية المرتبكة والمترددة، وهو ما بدا في أدائه عن طريق الجسد أي “من الداخل إلى الخارج”، وهو ما يؤكد على قيامه بتنمية قدرات الممثل الجسدية لديه للتعبير عما بداخله من الخارج إلى الداخل وقد وضع في ذلك ضوابط يسير على أساسها في تحليله لأبعاد الشخصية في كلا الدورين رغم إنها جاء في وقت واحد في موسم رمضان الماضي.

ونأتي لقمة تألقه على مستوى الأداء التراجيدي في شخصية “أكرم” في مسلسل “شير ميه”، حيث أظهر الجانب العفوي في الأداء، وهو ما أكسبه تعاطف الجمهور في محاولاته استرداد حضانة ابنته “جميلة” ، وهو في هذا يواجه صلف وتعنت جدها “نبيل” وقد استخدم هنا تكنيكا مغايرا في الأداء يختلف عن أدواره السابقة، وذلك عبر العناصر المرتبطة بالممثل من حركة وإيماءة وإشارة وماكياچ وملابس؛ وقد رأي أن جسده كممثل يتميز بقدرته على تقديم كل معقد من المعاني والرموز، باعتباره الرمز المادي الرئيس، حيث قدم دلالات الشخصية بعفوية وتلقائية غير معهودة من خلال مظهره الخارجي، وأفعاله، وسلوكياته وردود أفعاله المتباينة التي تعكس ضعفه الإنساني في علاقته الوطيدة مع ابنته.

خلاصة القول أن “محمد على رزق هو ممثل يتمتع بقدرات لم نكتشفها بعده، وهو ما يؤكد أنه على الطريق الصحيح في صعود سلم النجومية بتطور أدائه على نار هادئة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.