كتب : مروان محمد
“عابد فهد”، فنان يستطيع أن يلامس المشاعرالإنسانية الصادقة دون أدنى عناء ، حيث يقوم في كل دور يؤديه بالعزف على أوتار القلب والعقل معا في سيمفونية رائعة، يمكنه من خلالها الوصول بسهولة ويسر إلى بواطن النفس البشرية الخفية، تاركا فيها أكبر الأثر عبر أداء احترافية يتسم بالجدية، لذا تجد له جمهور دوما يتعطش إلى فنه الراقي، والذي يتجاوز فيه بثقة ودأب أشواك وعثرات الدراما الحالية التي تكرس في غالبيتها لمناخ من الفوضى والعشوائية، ولكنه يعى حقيقة عيوب الدراما الحالية، لأنه بالأساس فنان يملك وعيا صادقا بقضايا وطنه وأمته، حاملا فوق أكتافه هموم وآلام وأحزان وانكسارات هذه الأمة في لحظة تاريخية أقل ماتوصف بالضبابية، وفنان بهذا المعنى والمبنى للشخصية لابد أن تقف أمامه بقدرهائل من التقدير ، بل لابد أن تمنحه أوسمة من الفخار التي تزين صدره بالحب والاحترام، خاصة إذا كان فوق هذا وذاك هو مثقف رفيع يملك روح المغامرة بالمال والجهد والعرق الفني الخالص لعروبته.
حول آخر أعماله التي انتهى من تصويرها وستعرض قريبا، تحدث “عابد فهد” لـ “شهريار النجوم قائلا : انتهيت مؤخرا من مسلسل بعنوان “هوس” وهو قصة حب رومانسية عارمة بين طبيب متخصص في التجميل والجراحة يدعى “زياد”، وهو يعشق زوجته التي وقفت إلى جانبه كي يكون طبيبا ماهرا، ولكنهما يفشلان في إنجاب ولدا يكون ثمرة هذا الزواج، وهو ما لايمكن أن تحققه الزوجة التي تحمل سرا دفينا لم تصارحه به، فقد أخفت عليه حقيقة استئصالها الرحم في لندن منذ سنوات، وهذا ما سوف تكشف عنه الأحداث، وهذه الزوجة لها أم وأب توفي بعد أن ترك لها قصر جميل جدا يرغب الطبيب الزوج في أن يحوله إلى فندق كبير على سبيل الاستثمار.
لكن الزوجة ترفض هذه الفكرة والمفاوضات والتسوية والمساومة وفي أثناء الأحداث وفي مفارقة غريبة تتعرض الزوجة لحادث سير وتدخل في غيبوبة، وهى في طريقها إلى بيت أمها التي تركت لها رسالة تؤكد فيها عليها بعدم التتنازل عن هذا البيت، وظل طبيب التجميل والجراحة ينتظر عودتها من غيبوبة استمرت لتسعة شهور، بعد أن حملها إلى البيت وجهز لها غرفة عناية فائقة، وكان يقوم على خدمتها.
ويضيف “عابد”: شاء القدر وهو في لحظات انتظاره أن تأتي إلى عيادته فتاة تنتابها حالة شبيهة بالاكتئاب أو فقدان الأمل من جانب أمها وأبيها السكير، ما دفعها للانتحار بإشعال حريق في بيتها أدى إلى تشوه ما في وجهها، لكنها تراجعت عن قرار الانتحار، وعادت للحياة من جديد،ودب في نفسها الأمل بعد أن تعرفت على الطبيب “زياد” كي يجرى لها عملية تجميل، وبعد تردد قرر إجراء العملية رغم أنها لاتملك التكاليف اللازمة، وباللاوعي واللاشعور تتحول تحت مشرط هذا الجراح إلى شبيهة زوجته، وعندما يكتشف هذه النتيجة يقرر أن يجرى لها عملية أخرى كي يكتمل ذلك الشبه مع زوجته بنسبة 100% .
ويشير “فهد” إلى تطور العلاقة وتتحول هذه الفتاة لتصبح زوجة وحبيبة لغاية في نفسه على سبيل تعويض غياب زوجته الأصلية، ويدخلها إلى البيت بالفعل وهى تدرك حقيقة ما يخبئ لها الزمن في قبو ما بعد الزواج ، ورغم أنه أخفى أمر زوجته الأولى عن الجميع، لكنها تكتشف بأنه رجل مريض بزوجته الأولى، لذا حول “الثانية” إلى نسخة طبق الأصل من “الأولى” عبر لون الجلد والعدسات وخلافه من ملامح، إلى أن تأتي نهاية حلقات المسلسل الـ 11 فقط ، وتكشف أنها نسخة من أصل موجود في بيته، لتبدأ أحداث الجزء الثاني من المسلسل – قيد الكتابة حاليا – ،وجدير بالذكر أن الجزء الأولى سيعرض على إحدى المنصات الجديد مثل “نيتفليكس – شاهد” ، ثم يعرض بعد ذلك على القنوات المفتوحة.
ومن ناحية أخرى أعرب “عابد فهد” عن سعادته بخول “البلاتوه” لتصوير مسلسله الجديد” الساحر” الذي سيعرض في رمضان 2029، وهو يحكي عن رجل قادم من سوريا بعد الحرب، بعد أن ترك دراسته في منتصفها وتحول إى “دي جي” يشارك في إقامة الأفراح والحفلات ، ويستقر هذا الرجل بالعيش في قاع المدينة في منطقة شعبية يحيطه مجموعة من الجيران أهمهم إمرأة وابنتها تعملان في مجال “التنجيم” بقراءة الكف والفنجان وتتنبئان بالمستقبل، وفي لحظة قربه من فتاة التنجيم التي يدخل معها في علاقة تجعل منه رجلا يعمل في عالم المنجمين، بدأ يهتم بهذا العالم الساحر والغريب ومارس بالفعل قراءة الكف التي قربته من رجال الأعمال والسياسيين حتى احترف مهنة الصيد في الماء العكر، وهى حكاية لها أبعاد كبيرة وبتطور الأحداث سوف يتضح لنا : هل سيعترف بالحقيقة أو سيرفض الدخول في هذه اللعبة الكبيرة ويعترف بأنه كذاب ماهر، أم أنه سيألف عالمه الجديد ويتفاعل معه هذا ما سوف تكشف حلقات المسلسل.
“عابد فهد” في نهاية تصريحاته لـ “شهريار النجوم” أكد أن مسألة عرض المسلسلات حاليا على المنصات الرقمية فيها قدر كبير من الحريه في طرح الموضوعات التي لا تتعرض للرقابة الصارمة، لكن رأيي أنه لابد من الأخذ في الاعتبار قدر من الحذر والمبالغة في منطق هذه الحرية، بعيدا عن المبالغة في الجرأة، وعدم احترام قيم العائلة العربية، ولنكن حريصيين في عروض تلك المنصات على أسس التربية، وعدم الخوض في مزيد من المشاهد المبتذلة الفارغة دون هدف، لأن هذه المنصات هدفها الأساسي عرض أعمال تتسم بالتشويق والإثارة للاستقطاب المشاهد فقط.