كتبت : صبا أحمد
يخطئ من يظن أن طريق ” محمد ثروت” كان سهلا وممهدا أو مفروشا بالورود، فعلى العكس تماما تعب كثيرا حتى يصنع لنفسه مكانا محترما، هو واحد من أجمل الأصوات المصرية التى مرت فى تاريخ الغناء، ودائما يضرب المثل في سلوكه كفرد عادي ومواطن مصري، قبل أن يكون فنان ، يدرك قيمة رسالة الفن وهدفه، فيسعى لتقديم فن يعبر عنه يلائم شخصيته.
ذهبنا لمطربنا الكبير “محمد ثروت ” وأطلعناه على صورة قديمة تجمعه مع العملاق ” صلاح منصور” الذى تحل هذه الأيام ذكراه، فرجع بذاكرته إلى الخلف وسرح قليلا وتنهد وقال بصوت مليئ بالتأثر والشجن : يااااااااااااه إزاي عدى العمر كده !! هذه الصورة من فيلمي السينمائي الأول والأخير “ابن مين فى المجتمع”، قصة “محمد مصطفى سامي”، وإخراج مخرج الروائع “حسن الإمام”، وشاركني البطولة مجموعة كبيرة من أساتذة التمثيل
فى مقدمتهم العملاق “صلاح منصور”، والسيدة “هدى سلطان” التى قامت بدور أمي في الفيلم، فضلا عن الشباب الصاعد فى هذا الوقت “منى جبر، حسين الإمام، هادي الجيار”.
وتدور أحداثه فى الإسكندرية، حيث نجد فى بداية الفيلم طفل صغير أشقائه غاروا منه، ووضعوا “السم” فى أكل والدهم، واتهموا زوجة أبيهم بهذا، وأخذوا الطفل وسافروا به إلى القاهرة، وتركوه فى ميدان الحسين ورجعوا هم إلى الإسكندرية، وفى الميدان يعطف عليه “صلاح منصور” صاحب محل الطرابيش ويدخله الملجأ، ويكبر الطفل وقد تعلم الموسيقى، وتدور باقي الأحداث.
وعن كواليس الفيلم قال ثروت: ياااه كانت شيئا رائعا ومن أجمل الكواليس التى عشتها، وكان “صلاح منصور” عاشقا لصوتي، وأثناء الاستراحة كان يطلب مني أن أتلو عليه آيات من الذكر الحكيم بطريقة بلدياتي الذى كان يعشقه كثيرا الشيخ “مصطفى إسماعيل”.
ويضيف هذه الصورة ذكرتني بذكريات جميلة عن الفيلم الذي كتب كلمات أغنياته شاعرنا صاحب النهج الصوفي “عبدالفتاح مصطفى”، ولحنها أستاذي الموسيقار الكبير “أحمد صدقي”، وسجلها لي الأستاذ الكبير “نصري عبدالنور” في مدينة السينما.