أغنية “لنا الله” لحنت لطلال مداح وغناها محمد عبده !
كتبت : سما أحمد
تعتبر أغنية ” لنا الله” واحدة من أشهر أغنيات فنان العرب الكبير “محمد عبده”، ولهذه الأغنية قصة يحكي لنا هذه القصة زميلنا الكاتب الصحفي السعودي الكبير “علي فقندش” فيقول: هذه الأغنية كتبت ولحنت لكي يغنيها المطرب الراحل ” طلال مداح”، كما حكي لي ملحنها الموسيقار “طارق عبدالحكيم”.
ففي نهاية الستينات كان شلة من الأصدقاء تتضمن “طارق عبدالحكيم، والشاعر إبراهيم خفاجي”، الذى كان يعمل وقتها في وزارة الصحة، وعازف الإيقاع ” عثمان خضر، وحمود الخلف، وعبدالله محمد” يجتمعون بصفة يومية، وكانوا يذهبون بصورة شبه يوميه إلى خارج الرياض فى مقهى يعرفه كل أهل الرياض خلف جبل “المخروق”.
وهم فى طريقهم إلى هذا المقهى كانوا يريدون شيئا ” يفرقع” بلغة أهل الفن، ليجددوا العهد مع النجاحات السابقة فى عالم الغناء، وبينما هم يتسامرون فى المقهى ، وإذا بالشاعر” إبراهيم خفاجي” يخرج ورقة من جيبه قائلا للموسيقار “طارق عبد الحكيم”: “خد يا ابو سلطان لحن هالكلام وكانت “لنا الله”، وأعجب ” عبدالحكيم” بالفكرة وبكلمة ” لنا الله”، وواصل قراءة النص حتى وصل إلى مفردة ” باتقلب على جمر الغضى”.
وهنا توقف قائلا: ” الكلمة هذى مو عاجباني وما أحس إن تمريرها فى الأغنية حلو” قال خفاجي: لا والله حلوة يا أبو سلطان حاول تلعب بيها شوية زي عادتك، وبدأ الملحن يدندن ويطرق بأطراف أصابعه على الطاولة لحن المطلع أو مذهب الأغنية، ووجد الكل يغنيه معه، وبعد انتهاء جلستهم توجه الجميع كما هو اعتياد يومي إلى بيت “عثمان خضر” حيث هناك الإيقاع والعود والآلات الموسيقية المختلفة، واستكمل “عبدالحكيم” باقي اللحن وبدأ يسجله على جهاز التسجيل كي لا يطير اللحن.
وبعد إنتهاء اللحن أصر الجميع على أن يكون صاحب هذا العمل المطرب “طلال مداح”، فذهب “خفاجي” فى نفس الأسبوع إلى “جدة” ليوم واحد ليلتقي بطلال الذى كان يسكن يومها فى شارع الميناء جوار مدينة الحجاج، وعرض “خفاجي” اللحن على طلال، وقال له: هذه الأغنية حتضرب وحتعمل جو كبير الحق وجهزها لمسرح التليفزيون المقبل، كان ذلك فى نهاية الستينات عندما افتتح التليفزيون، ورجع “خفاجي” إلى الرياض وانتظر الجميع أن يغني “طلال” الأغنية لكن ولا حس ولا خبر، يوم ورا يوم شهر ورا شهر، فغضب “خفاجي” وانطلق مجددا إلى “جدة” وذهب إلى المطرب “محمد عبده”، الذى فرح بها جدا، وأعدها سريعا وبدأ يستعد لها نفسيا.
لكن الموسيقار ” طارق عبدالحكيم” فوجئ بعد ذلك بإثنين من أصدقائه هما “حسن دردير” والفنان المنتج ” لطفي زيني” يعرضان عليه مجددا أن يسمح لطلال مداح أن يغنيها لأنه صاحبها الأصلى، فقال لهما بهدوء: أنا لحنت الأغنية لكن صاحبها اليوم هو الفنان “محمد عبده” اطلباها منه، لكنهما لم يفلحا في سعيهما حيث أصر “محمد عبده” وسانده فى ذلك شاعر الأغنية “إبراهيم خفاجي” على موقفهما بغناء الأغنية، لكن بعد يومين عاد “لطفي زيني” إلى الموسيقار “طارق عبدالحكيم” ليعرض عليه عشرة آلاف ريال، وأيامها كان هذا المبلغ كبير جدا، لكن “عبدالحكيم” رفض أخذ المبلغ وأصر على أن يغنيها المطرب “محمد عبده” وحده، نظرا لتهاون “طلال مداح” فى أشياء عديدة وطولة باله، وفى حفل مسرح التليفزيون قام محمد عبده بغناء الأغنية فحققت تجاوبا كبيرا، وطلب الجمهور أعادتها أكثر من مرة، وأشعلت هذه الأغنية المنافسة بين ” طلال مداح” و” محمد عبده” .
وتقول كلمات الأغنية :
لنا الله
لَنا اللّٰه يا خالَيْيَ مَن الشَوْق
وَأَنا المُولَع عَلِيّ نارِيَّيْنِ
كَيْفَ بُعْد المَوَدَّة المُودَة
وَالمَحَبَّة وَالمُحِبَّة صرتوا تُنْسُونِي
أَتَقَلَّب عَلِيّ جمـر الغَضَى أَتَقَلَّب
وَأَتَذَكَّر عَهْد مَضَى زَمان شاغَلَ القَلْب
يَوْم كانَ أَلَّهنا عَبَّدا لَنا لا تَلُومُونِي
يا نَسِيم الصِبا مَعَ الصُباح تَعْرِف الدَرْب
رَوَّحَ بَلُغَ عَيْنَيْيَ سَيِّد المِلاح حالَة الصَبّ
وَتُلَطِّف عَساهُم مَن جَفاهُم يَرْحَمُونِي
حالِي الجَيِّد وَلا معنود زاهِي الخَدّ
ناحِل العُود أَنا صَبْرِي مَعَهُ قَد تُبَدِّد
وَأَنا صابِر سَنّهُ كُلّ المَنَى يَوْم تَنُصُّونِي
لنا الله.