المحذوف من “ساكن قصادي” لنجاة !
المطرب الحقيقي يمتلك حساً استثنائياً بالكلمة التي يغنيها، فهى لابد أن تتسرب إلى أعماقه، وتذوب في وجدانه، ويجب ألا تكون زائدة، أو مكررة ، أو ثقيلة على الأذن، وإلا رفضها على الفور وطلب من الشاعر مؤلف الأغنية، تغيير هذه الكلمة أو ذلك المقطع، ونحن فى هذا الباب سنتوقف مع بعض الأغنيات التى تم تغيير بعض كلماتها، أو حذفها .
كتب : شهريار النجوم
فتور ساكن قصادي رائعة نجاة
تعتبر أغنية “ساكن قصادي” من أرق وأعذب ما قدمته مطربتنا الكبيرة نجاة، وكانت شكل جديد على الأغنية المصرية، من حيث الكلمات التى تحكي قصة حب برئ من طرف واحد، مليئ بالأحلام والورورد تحول مع الأيام إلى كابوس.
هذه الأغنية قدمتها قيثارة الغناء الحزينة بعد رائعتها “أيطن” التى قدمتها عام 1960 ، وكان من المقرر أن تستغل نجاح “أيطن” وتقدم رائعة جديدة لـ”نزار قباني” بعنوان “ماذا أقول له” – كما ذكرت “رحاب خالد” مؤلفة كتاب نجاة -، لكن الموسيقار “محمد عبدالوهاب” رأى أن تؤجل غناء قصيدة “ماذا أقول له” لوقت لاحق حتى لا يعقد الجمهور مقارنة بينها وبين القصيدة الأولى، ولحن لها أغنية “ساكن قصادي” التى كتبها الشاعر المبدع “حسين السيد” في شكل فيلم، حيث يشعر الجمهور أنه يشاهد فيلما سينمائيا كاملا وهو يسمعها.
وعندما قدمت لأول مرة يوم 26 يناير عام 1961 فى حفل بسينما ريفولي، ونظرا لإزدحام “بروجرام الحفل”طلبت “نجاة” من المسئول عن حفل أضواء المدينة “جلال معوض” أن تقدم أغنيتها الجديدة عند منتصف الليل، لكنها فوجئت بالعندليب الأسمر “عبدالحليم حافظ” يحضر محموما، ويريد أن يغني فى الحال قبل أن تسوء حالته، فيقدم ثلاث أغنيات ويبقى على المسرح حتى الثانية صباحا، فتضطرب أعصاب “نجاة” وتفكر فى الانسحاب، لكن قالت لنفسها ما ذنب الجمهور الذي ينتظرها فى هذا الجو البارد من شهر يناير، وكان لابد أن تغني، وبالفعل غنت، لكن لم يتجاوب معها الجمهور التجاوب الكافي، بعدما “شبع” من سماع الأغاني من زملائها الذين غنوا قبلها.
وفى اليوم التالي سمعت نجاة من يشككون فى قيمة أغنيتها الجديدة، لأنها كما يقولون مكتوبة بأسلوب غير مألوف، وليس فى لحنها تطريب أو إيقاع يهز المستمع، فتقبلت “نجاة” كلمات الجميع بروح فنانة، وكانت ترد عليهم بثقة وتواضع إن الجمهور مع الوقت سيتجاوب مع كلمات الأغنية ولحنها، وبالفعل صدقت “نجاة” فالتصفيق الذي لم تسمعه فى حفلتها الأولى سمعته فى الحفلة التالية، ومع الأيام أصبحت هذه الأغنية واحدة من أشهر وأجمل ما غنت “نجاة” في مشوارها.
وقد لا يعلم الكثيرون أن شاعر الأغنية ” حسين السيد” حذف من هذه الأغنية بالإتفاق مع الموسيقار محمد عبدالوهاب ” كوبلهين” سننشرهما الآن مع كلمات الأغنية كاملة :
ساكن قصادى وبحبه، بحبه و أتمنى أقابله
فكرت أصارحه لكن أبداً مقدرش أقوله
وفضلت استنى استنى الأيام فى ميعاد
ما يظهر وميعاد ما يرجع وفى كل خطوة
أرسم أحلام تكبر في
قلبي والقلب يطمع
وقول مسيره هيحس بيا لو
يوم صادفنى وسلم عليا
هيلاقى صورته ساكنه فى عنيا
و يحس بيها فى رعشة أيديا
والآقي روحي دايره وراه
وماشيه تتكلم وياه
زي ما أكون عايشة معاه
على أمل اليوم دا استنيت
وياما اتمنيت
واشوف في فيلم صورة بيت
أقول أهو دا البيت
اللي إحنا حنسكن فيه
كنت حاسه أن حبه كل ماده كان بيكبر
وابقى عايزة لو يكون لي
قلب غير قلبي الصغير
كنت أشوفه أجري وأملا
نور عينيه قد ما أقدر
وألقى روحي تقول لعيني
مش كفايه عايزة أكتر
عمري ما فكرت ليه
ليه بحبه وعايزة ايه
كل همي انه يفضل
جنبي واطمن عليه
فضلت أمانى مع الليالى
تقرب حبيبى اللى ساكن قصادى
اللى ساكن قصادى وبحبه بحبه
وفى يوم صحيت على صوت
فرح بصيت من الشباك
زينة وتهانى وناس كتير
دايرين هنا وهناك
شاوروا لى بإيديهم وقالوا لى
عقبالك هللت من الفرحة
وسألت ؟!!!! قالوا جارك
جارك !! حبيبى
اللى ساكن قصادى وبحبه بحبه
روحت الفرح باليل
ورسمت فى عنيا الفرحة
ساعة ما كان بيشيل
بإيديه وبعنيه الطرحة
وشربت شرباتهم
وأنا قاعدة باصلهم
حتى الأمل مبقاش
من حقى افكر فيه
بعد الليلة دى بقى
غيرى أولى بيه
وتوهت وسط الزحام ما حد
حاسس بى عايزة أجرى
أجرى وأرجع أتوه
والناس يقولوا حاسبى
ناس فى طريق النور ما بين
فرح وشموع وأنا فى طريق مهجور
ومنواراه بدموعى ولقيتنى فايتة
من جنب بابه لا هو دارى بقلبى
ولا بـ الى نابه يا ويلى
وويلى من طول غيابه
ويا ويل إيامى من جرح عذابه
عذاب الجرح اللى فاتوهلى وسابه
حبيبى ساكن قصادى وبحبه