رئيس مجلس الادارة : محمد حبوشة
رئيس التحرير : أحمد السماحي

إبراهيم رضوان يكتب: في الكويت.. أنا في وادي.. والشيخ في وادي

بقلم الشاعر الكبير: إبراهيم رضوان

كان المصاب فاجعا.. طعنة في قلب الوطن العربى.. ما زالت آلامها تخز الروح إلى اليوم  بسبب دخول العراق (الكويت).

الشاشات على كل القنوات.. تنقل إلينا  الأخبار العاجلة.. مصحوبة بصور الدبابات العراقية.. ترتكز في ميادين (الكويت).. والدخان يتصاعد من فوهاتها.. بعد انقضاء ليلة  دم رهيبة.. وموت المسؤول عن الشباب تحت دبابة عراقية.

اندفعت مشاعر التضامن جياشة مع كل ماهو كويتي.. تماما كما يدمى قلبك لسقوط بيت جارك.. فتشعر أن أهله أهلك.. وفاجعته تتشقق لها أوردتك..

بكى الأبنودى وأبكانا.. على صوت أرغول الكويت (عبد الله الرويشد): أنا في وادي يا ربى.. وولادي في وادي) و تبعها بأغنية (اللهم لا اعتراض).. ودموع شعب الكويت مختلطة مع دموع المصريين في المسرح وأمام الشاشاتتهبط ساخنة مكلومة ..

لفتنى غمامة الحزن.. تماوجت بكائيات الشعر بداخلى مكبوتة تبحث عن أعماق بحر خال لتندفع فيه.. فتبحر على سطحه سفن المحبة والتضامن.. بعد هذه اللحظات التي تكاثفت فيها غمامات الحزن والألم..

وبعد أن انكشفت الغمة وعاد صاحب البيت إليه.. كلفني أحد أبناء البيت – الشيخ (مبارك المطوع) –  وهو واحد من أغني شيوخ (الكويت).. يعمل بالمحاماة.. بكتابة أوبريت عن ما حدث لـ (الكويت) الشقيق.. وتكليف  مخرج من طرفى لإخراج هذا العمل..

على أن يتم تنفيذه في بعض المدارس الموجودة في مصر و(الكويت).. كتعبير أو تسجيل يحتفظ به الجيل الشاب.. أرشيفا شعريا للمستقبل الذى كان لا يزال مشحونا بالخوف و الرهبة من ضياع بالفعل، وبمنتهى الحماسة.. قمت بكتابة  أوبريت ضخم استهلكني نفسيا.. وجسديا بعنوان (ٱه  يا كويت).

أشعار في حب الشيخ مبارك المطوع

الشيخ مبارك المطوع

وكلفت المخرج المصري (نور عبد الحميد).. بتنفيذه في بعض المدارس المصرية والكويتية.. وقد نال من رضى الشيخ الكثير.. حتى أنه طلب مني مرة أخرى.. كتابة مجلد يوزع في مصر.. يجمع أشعارا من تأليفي عنوانه (أشعار في حب الشيخ مبارك المطوع).

ولم أجد في ذلك غضاضة.. فالأجواء الشعورية متخمة بحب ومساندة كل ما هو كويتي في هذا الوقت ..

وبالفعل.. تفرغت تفرغا كاملا في كتابة و تجميع أشعار المجلد بكل الحب و التضامن.. وأثناء عملى بالمجلد.. تلقيت من الشيخ (مبارك المطوع) دعوة لزيارة (الكويت).. والإقامة معه لمدة اختارها.. رجوته تأجيل هذا الزيارة لحين ظهور الكتاب إلى النور.

و بعد الانتهاء منه والبدء في توزيعه.. أرسلت الى الشيخ مبارك رسالة مع صديق مصري أطالبه فيها  بأجري عن الأوبريت والمجلد الذي صدر.. وقد تصدرت صورته  الغلافين الأمامي والخلفي حسب طلبه.

ولأن (الشيخ) من كبار المحامين في (الكويت).. فقد تكون لدى انطباع أنه يعمل بمهنة استرداد الحقوق لمبادئها.. فهو كشيخ نفطى لا يحتاج إلى أموال المحاماة.. لكنه يحتاج إلى ترسيخ مبادئها.

ذهب صديقي المصري و اسمه (يحيى) إلى مكتب الشيخ شديد الفخامة  – و بمناسبة الفخامة فالشيخ (مبارك المطوع) يملك في الكويت أيضا أكبر المدارس الأجنبيه – بعد أن فض الشيخ (مبارك).. قال له أن الشاعر المصري (إبراهيم رضوان) صديقه الشخصى.. وأنه بحق الصديق و بضمير المحامى – أحد حراس العدالة – لا يستطيع أكل شيء من حقي.

بعد فترة طويلة.. ومعاودتى المطالبة بهذا الحق.. تلقيت منه اتصالا ليخبرني من خلاله بأنه سيحاسبني على ثمن الأوبريت فقط كتابة وتنفيذا وتوزيعا.. مقابل مليون دينار.. حيث كان الدينار  بحوالي 33 جنيها فقط.. حدد لي أيضا موعدا للقاء بالفعل بعد فترة التقينا في الفندق الذي يقع بين شبرا ومبنى الإذاعة والتلفزيون.

 بالقاهرة.. وأثناء جلستنا.. أخرج  من الجاكت الذي يرتديه عدة رزم نقدية.. أخذ يعدها.. ثم  حشى بها جيبه دون أن يعطيني مليما واحدا.. ضاربا لي موعدا للقاء آخر..

تكرر اللقاء مرة ثم مرات.. ولم أجد مفرا من مطالبته  بحقي.. وحينما ضج من طلبي قال لي: سأتكلم مع أمير البلاد.. والإعلام الكويتي.. حتى أعثر لك على حقك الضائع عن الأوبريت.. أما عن المجلد الخاص بي.. فسأدفع لك ثمنه من جيبي الخاص.

مهما هاقلك وانصحك.. إنت فاكرني باجرحك

تصرفات الشيخ النفطي

بعدها اختفي.. ثم ظهر مرة أخرى منذ سنوات لأكرر عليه الطلب فيبلغني للمرة الألف أيضا أنه يريد أن يراني ليسلمني مبلغ المليون دينار.. بشرط أن أوافق علي استلام المبلغ بسعر الدينار في الفترة التي اتفقنا فيها.. وافقت.. لكنه استمر يماطلني ويقسم لي و.. ولم أحصل حتى على مليون مليما واحدا .

كان البخل واضحا في كل تصرفات الشيخ النفطي..  حتى أنه عند زيارتى له.. لم يطلب لي فنجانا واحدا من القهوه.. بل وكان في بعض الأوقات.. يتركني أحاسب علي ما شربه أو أكله و أنا ضيفه.. حتى أنه في يوم من الأيام أقسم  وصمم على تناول الغذاء علي نفقته.

وكانت المفاجأة.. حينما دخل بي إلى محل كشري متواضع.. حيث طلب أطباقا متوسطه لبعض العمال الفقراء.. وهم على منضدة مجاورة.. وقد طلبوا لأنفسهم  أطباقا أكبر منها !!!.

ومرت الأيام.. ليرسل لى رسالة لم يكن مضمونها موافاتى حقى.. وإنما رغبته  أن يكتب كتابا بإسمه في حب المحروسة.. مؤكدا  أن الحساب سيجمع.. وأن الحق لا يضيع عند كريم.. بعدها ظهر الكتاب إلى النور ممهورا برقم إيداع و ترقيم دولي.. بعد ظهور كتاب (في حب المحروسة).

 فاجأني بعض الأصدقاء في الكويت أن الشيخ (مبارك المطوع) نفسه .. ممنوع امنيا  من دخول المحروسة !!

و..

مهما هاقلك وانصحك

إنت فاكرني باجرحك

وانت في حاجه لكل شخص..

بنار نفاق..

يقدر بكدبه يريحك

مع إن ربك والرسول

أوصانا ننصح بعض لو شوفنا غلط

أو فيه صديق لينا..

بيحدف كل ناصح بالزلط

أو أي حد جرئ في تنفيذ الخطط

أو حد فينا أكل في مال صاحبه الحبيب

أو حد كان في تصرفه..

دايما غريب

وانت يا صاحبي أكلت مالي بالحرام

كلفتني بحاجات كتير

والوعد كان عندك كلام

ضيعت من بيننا السلام

علشان كده ضاع الوئام..

بيني وبينك في الحياة

إنت شعاع في الضلمة تاه

انت نسيت شرع الإله

ورفضت تدفع في الحقوق

مع إنها واضحه تماما ليك..

يا ناكر كل شئ

اللي ظلم..

لازم يتوه فوق الطريق

لازم يضيع جوه المضيق

ولابد ربك ينتقم منه..

ويكسر فيه.. يضلم سكته

تصبح ضريرة نظرته

والنار في يوم الحشر

تلمس جتته

يشرب من الكاس اللي حاول يوم..

يدوس بيها الصحابة والرفاق

دايما بتسعي للفراق

بتصرفك ويا الجميع

الحق مش ممكن يضيع

وانا ليا حق حلفت أتحصل عليه..

مهما تفوت بيننا السنين

إنت مدين..

ليا ولازم كل دينك تدفعه

لازم كلامي تسمعه

الصادق الغالي الأمين

ربك في لحظه بيرفعه

واللي بيظلم في العباد

ربك بيرفض ينفعه

وف كل حاجة يخسره

ويحذره

من ليل جهنم..

جوه نارها يحشره

واللي بيصدق ويا ربه..

في كل خطوه بينصره

أيوه الخلاصه..

إنك انت أكلت حقي بدون سبب

واللي بياكل في الحقوق..

عند الإله والمصطفي

يشبه في فعله أبو لهب

……………………..

وللحديث بقية

……………………..

من كتاب (مدد.. مدد)

سيرة ذاتية لبلد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.